الحیاه الأدبیه فی العصر الجاهلی
الحیاه الأدبیه عند الجاهلیین وعوامل إزدهارها
السلام عليكم متابعي وزوار مدونة ( غذاء الروح )،أهلآ ومرحبآ بكم في موضوع من مواضيع الأدب الجاهلي ، وهو الحياه الأدبيه في العصر الجاهلي .
لأن الذي نعرفه من آداب الجاهليه وأخبارها أقل بكثير مما نجهله ، لأن الذي ضاع من ذلك أكثر مما بقي ، من أجل هذا أصبح من العسير علينا أن نتصور العصر الجاهلي علي حقيقته التي كان عليها .
وعلي الرغم من ذلك إذا تأملنا ما بقي لنا من أدب العصر الجاهلي سواء كان شعرآ أم نثرآ ، وإن كانت قليله ، ولكنها قد شهدت حركه أدبيه رائعه .
فهو موضوع له أهميه كبيره في التعرف علي الحياه الأدبيه في العصر الجاهلي وعوامل إزدهارها ، فهذا ما دفعني إلي كتابة المقال ، فهيا بنا لننتقل إلي المحتوي .
مظاهر قوة الحياه الأدبيه في العصر الجاهلي
*للحياه الأدبيه في العصر الجاهلي مظاهر قوه منها :-
أولآ : كثرة الشعر والشعراء فيهم كثره مفرطه .
ثانيآ : جودة ما بقي لنا من أشعارهم وخطبهم ووصاياهم ، وعلو منزلتهم في البلاغه والبيان ، وكذلك سعيهم إلي تنقيح الشعر وتجويده وهذا ما يدل علي أن الأدب كان محل عنايه .
ثالثآ : عظم تأثير البيت من الشغر في نفس أحدهم ، حتي قيل إن القبيله كانت ترتفع وتعلو ببيت من الشعر ، ولا يكون هذا إلا برواج الأدب والعنايه به .
رابعآ : عنايتهم بالأدب في أسواقهم ومجالسهم ، وهذا ما يؤكد حرصهم علي رواية الشعر وحفظه وإنشاده ، وسماعه .
عوامل إزدهار الأدب في العصر الجاهلي
*هناك بعض العوامل التي أدت إلي إزدها الأدب في العصر الجاهلي ، وأهم هذه العوامل ما يأتي :-
-أولآ : طبيعة النفس العربيه ، واللغه العربيه ، والبيئه العربيه
*حيث أن البيان أو التعبير عما في النفس صفه ملازمه لخلق الانسان ، وقد عبر الله سبحانه وتعالي عن ذلك بقوله " ...خلق الانسان علمه البيان .." فجعل البيان وهو( الإفصاح عما في النفس أو الكلام ) ، صفه ملازمه لخلق الإنسان ولازمة له .
*ولكن الناس وإن إشتركوا في صفة البيان ليسو سواء في الإبانه عما في أنفسم ، فنجد أن بعض الأمم أقدر من بعض في التعبير الجيد عما في أنفسم وما إنطوت عليه عقولهم ، وقلوبهم ، ويمكن أن نلاحظ هذا في أفراد الأمه الواحده بل والفبيله الواحده ، والبيت الواحد من الشعر .
*وهذا يرجع إلي طبيعة النفوس ، ودرجة استجابتها ، وفطنتها لما حولها ، وميراثها العقلي ، ونجها النفسي ، وسلامة فطرتها ، وإلي طبيعة البيئه التي يعيشون عليها ، والي طبيعة اللسان الذي ينطقون به ، واللغه التي تصوغ أفكارهم وعواطفهم ، ومن أجل ذلك كانت { النفس العربيه ، اللغه العربيه ، البيئه العربيه ) مرتبطه بعضها ببعض ، حتي يمكن القول بأن الأدب هو { ثمرة نفس معينه ، في أرض معينه ، بلغه معينه } .
*والذي بين أيدينا من أدب العصر الجاهلي ، علي الرغم من قلته ولكنه يدل دلالة واضحه علي أن العرب كانوا من أقوي الأمم وإن شئت قلت أقواها ، إبانة عما في أنفسهم وأصحهم في الأدب والبيان ، فإذا أراد العربي التعبير عن معني من المعاني فليس له إلا أن يستحضر المعني في نفسه ، حتي ينطق لسانه بالبيان الهادر ، فلا يستعصي عليه اللفظ ، ولا يلتوي به الفكر ، حتي إنه ليمدح ويذم الشئ الواحد في آن واحد ، ويأتي في الحالتين بالقول المقنع المؤثر ، ☆ومن أوضح الأمثله علي ذلك : موقف ( عمرو بن الأهتم ، والزبرقان بن بدر ) وهما بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم ، حيث مدح عمرو الزبرقان ، ثم عاد فذمه في نفس الموقف ، ثم قال للنبي صلي الله عليه وسلم " والله يا رسول الله ما كذبت في الأولي ( المدح ) ولقد صدقت في الأخرى ( الذم ) ولكني رجل رضيت فقلت أحسن ما علمت ، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت . فقال النبي صلي الله عليه وسلم " إن من البيان لسحرا " .
*وليس ما قلناه في تفوق العرب علي سواهم من الأمم في البيان من باب الإدعاء أو الكذب ، وإنما هو الحق الذي يؤدي إليه النظر المنصف في أوصافهم ، وتشبيهاتهم ، وحكمهم ، وأمثالهم ، ووصاياهم ، بل وسائر معانيهم في الأدب بصفه عامه ، والشعر بصفه خاصه .
-ثانيآ : الأسواق العربيه ودورها الأدبي :-
*حيث كان للعرب أسواق في مواقيت معلومه يجتمعون فيها ، ليبايعون ، ويتعارفون ، ويشهدوا منافع لهم ، والذي عرفناه من هذه الأسواق ، ثلاثة عشر سوقآ .
* وهذه الأسواق هي :-
(١) سوق دومة الجندل : وكانو ينزلونه في أول يوم من ربيع الأول .
(٢) سوق هجر : وكانو ينزلونه من الشهر نفسه .
(٣) سوق دبا
(٤) سوق صحار : وهو ببلاد عمان وكان سوقآ عظيمآ .
(٥) سوق أرم : وهو جبل بديار جوزام .
(٦) سوق قري الشجر : وهو بين عدن وعمان .
(٧) سوق عدن أبين : وهو جنوب تهامه .
(٨) سوق الرابيه : وهو ببلاد حضر موت .
(٩) سوق سوق صنعاء : وهو باليمن .
(١٠) سوق المشقر : بالبحرين .
(١١) سوق مجنه : وكانو يقيمون به ٢٠ يومآ من ذي القعده.
(١٢) سوق ذي المجاز : وكانوا يقيمون به الي ايام الحج .
(١٣) سوق عكاظ : وهو أشهر أسواقهم وأعظمها ذكرآ ، حيث أن العرب قد إتخذوا من عكاظ في الجاهليه ، سوقآ أدبيآ رائجآ ، وكانو يتناشدون فيه خير ما قالوا من الشعر طوال العام ، *ومما يؤكد هذا قول أمية بن خلف الخزاعي في أبيات هجا بها حسان بن ثابت فقال :- ألا من مبلغ حسان عني ♤♤ مغللة تدب إلي عكاظ
* فرد عليه حسان بن ثابتبأبيات منها :- سأنشر ما حييت لهم كلامآ ♤♤ ينشر بالمجامع من عكاظ
*وكذلك كان العرب يخطبون في عكاظ ، وقد روى أن النبي صلي الله عليه وسلم رأي قس بن ساعده عل جمل أحمر في عكاظ يخطب بالناس .
*کما ورد أن العرب قد وضعوا النابغه الذبياني الشاعر الجاهلي المشهور ، حكمآ بين الشعراء في عكاظ ، وقد نصبوا له خيمه ، وكان الشعراء من جميع القبائل يأتون اليه فينشدونه فما استجاده من الشعر فهو جيد ، وما رده فهو المعيب الطروح ...
***وما ينبغي أن نقوله هنا : أن إهتمام العرب بالشعر والخطابه في أسواقهم ، كان من أهم العوامل التي ساعدت علي إزدها الشعر والنثر ، وإحتكامه الي النابغه الذبياني في ( عكاظ ) دليلآ علي آجادة الأدب ، كما كانت الأسواق دليلآ علي قوة الحياه الأدبيه عند العرب وإزدهارها .....
-ثالثآ : المجالس والأنديه وأثرها في الأدب :-
*حيث كان لكل قبيله من قبائل العرب مجلس من المجالس يجتمعزن فيه ، فيتفاخرون ، ويتبارزون ، وينظرون في أمورهم ، ويبيتون لأعدائهم ، ويقطعون خلافاتهم ، وكان يوم الندي عندهم يومآ مشهودآ وشرفآ لمن حضره وظهر فيه .
*وكان شعراء القبائل يفتخرون بتلك المجالس وشهود تلك المنتديات ، وإذا كثر عدد القبيله ، تعددت أنديتها .
*فلقد كان لهذه المجالس والأنديه أثر واضح في الحياه الأدبيه في العصر الجاهلي ، حيث أن المجالس والأنديه ، مثل الأسواق ، في أنها عاملآ من عوامل إزدهار الأدب ، ومظهرآ لذلك الإزدهار في الوقت نفسه .
رابعآ : الخصومات والمنافرات وأثرها في الأدب :-
*حيث أنه من المعروف أن العرب في جاهليتهم كانوا كثيرى الخصومه حول ما يتصل بالشرف والرفعه ، وذلك لأن طبيعة الحياه عندهم كانت قائمه علي التفرد والغلبه ، فالسياده والفضل كل الفضل للغالب ، والويل كل الويل للمغلوب المنكسر .
* فلقد كانو يستخدمون الشعر فيما يتفاخرون به في خصوماتهم ومنافراتهم ، وهذا ما يدل علي مدي مكانة الأدب في حياتهم ونفوسهم ☆ومن ذلك ما روي أن وفد بني تميم لما قدموا علي النبي صلي الله عليه وسلم تفاخروا بالشعر والخطابه ، فتناشدوا وارتجلوا ، حتي قال الأقرع بن حابس 《 والله لشاعرهم خير من شاعرنا ، ولخطيبهم خير من خطيبنا 》، وكان شاعر النبي حسان بن ثابت ، وخطيبه ثابت بن قيس الخزرجى ، وشاعر بني تميم الزبرقان بن بدر ، وخطيبهم عطارد بن حاجب ، فكذا يدل علي مكانة الشعر والخطابه في مفاخرهم .
* وهناك نوع آخر من الخصومات ، حيث كان الشعراء إذا جمعهم مكان كانوا يختصمون حول أيهم أشعر ، فإذا إشتد بينهم الخصام تحاكموا إلي من يفصل أو يحكم بينهم ، كما إحتكم إمرؤ القيس وعلقمه الفحل الي أم جندب ، زوج إمرؤ القيس .
*وهناك نوع آخر أيضآ من أنواع الخصومات الأدبيه ، وهو إختصام القبائل حول أي شعرائهم أشعر ، وأي خطبائهم أخطب .
***وهذه الخصومات بأنواعها كانت من عوامل إزدهار الأدب في العصر الجاهلي .
في نهاية المقال أتمني أن نكون قد وفقنا الي إضافة كل ما هو جديد ومفيد لك عزيزي الزائر الكريم فيما يتعلق بالحياه الأدبيه عند الجاهليين ، وأتمني أن ينال مقالي إعجابكم ، وأنال ثقتكم ، وفضلآ وليس أمرآ لا تنسي متابعة الموقع من هنا بطريق مباشره أو من داخل المقال ، وعمل مشاركه للمقال علي مواقع التواصل الاجتماعي ، تشجيعآ لنا لنستمر بنشر المزيد إن شاء الله ، ولكم مني كل الإحترام والتقدير ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " دمتم في حفظ الله وأمنه "
هذا المقال جميل للغايه
ردحذفشكرا لك على هذه المعلومات
شکرآ لذوئگ الراقی یا معالی الباشا المحترم
حذفهاذي الموضوع أعجبني للغايه
ردحذفشكرا لك